الصفحة الرئيسية

إن كان للتكنولوجيا من حسنات فهي قد قاربت العالم واختصرت المسافات وقلصت التباعد بكل معانيه. قاربت الشرق والغرب فلم يعد يهم أكنت للشرق قاطناً أو للغرب ، المهم ما هو قاطن في قلبك وضميرك وعقلك.
فكم من قاطن للشرق يحس بغربة كبيرة بين أهله وأصدقائه وفي شوارع مدينته لأنَّ قلبه وفكره قد تغرب وذهب بعيداً.

وكم من قاطن للغرب ، وقد يكون الغرب بعيداً ، وهو لا يحس بالمسافات والأميال لأن قلبه وتفكيره يرفرفان في أزقة بلدته الصغيرة ، يمشي في شوارع الغرب وفي قلبه احساس الشرق يتنفس الهواء ذاته ويشم الرائحة ذاتها. وأنا ، هنا ، قاطنة للغرب القريب وقلبي يحب الشرق القريب ويشم الفل والياسمين أينما ذهبت وعيني تشتاق الربى والساحات فأراها أينما اتجهت مع أننا نقود سياراتنا هنا على الطرف الآخر من الشارع.

كلما اشتقت وهفت نفسي الى بلدتي وطفولتي ومسقط رأسي أفتح دفاتري وكراسات صوري الكثيرة وأعبُّ منها ما استطعتُ ، حتى باتت هي بلدتي ووطني وشوقي ، ولو وجدتُ بلدتي الحقيقية مختلفة ، ورائحة فلِّها اختلطت برائحة البنزين والحضارة ، دوماً أعود الى حقائبي العتيقة التي تحوي دفاتري العتيقة وصوري العتيقة التي هي وطني وهي غربتي.

التكنولوجيا اختصرت كل المسافات ، فسمحت لي بالتواصل مع الشرق والغرب وأوجدتني في ساحة أردتُ دوماً أن أجد لنفسي مكاناً فيها.

وضعت نفسي على هذه الصفحات لأُسمع كلماتي من يريد أن يسمع وأتواصل مع كل الأصوات حولي وأستمع لما يقولون.

فمرحباً بالجميع ويا هلا...
هذه مساحتي ، أسطر فيها نفسي وأحب سماع الأصداء

 

هناء كرم

 
 
   
 
CONTACT
   
 
ENGLISH
 
FRENCH
 
GREEK
 
عربي